يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ) * . . والجائزة إنما تعطى للناجح المميَّز الذي أنجز عملاً مرضياً ، وخطيراً ، ولا تعطى لمن عصى وتمرد ، أو لمن فشل وسقط في امتحان الجدارة . . وذلك كله يشير إلى : أن لهذا العصيان الذي ذكر في الآية الكريمة : * ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) * . . معنى لا يتضارب مع إعطاء الجائزة على نفس هذا العصيان بالذات ، وكانت الجائزة هي الاجتباء ، والاصطفاء الإلهي له « عليه السلام » . . معنى الاجتباء : والاجتباء كما قاله الراغب هو : « الجمع على طريق الاصطفاء » . . وقال أيضاً : « اجتباء الله العبد تخصيصه إياه بفيض إلهي ، ليتحصل منه أنواع من النعم ، بلا سعي من العبد . وذلك للأنبياء ، وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء » . . [1] . وليتأمل المتأمل هنا كيف جاء التعبير في الآية المباركة بكلمة « اجْتَبَاهُ » ، وكأنها تريد أن تلمح إلى ما كان يعاني منه آدم « عليه السلام » من توزع مضنٍ ، وانتشار وامتداد من موقع الحاجة والعجز ، والضعف ، في مختلف جهات حياته ، فأصبح يجوع ، ويعرى ، ويمرض ، ويعاني من الحر والبرد ، ويضعف ويقوى ، و . . و . . وأصبح بحاجة إلى من يساعده على جمع ذلك الشتات ، ولملمة ذلك الانتشار ، وسد هاتيكم الثغرات ، وتقوية ضعفه ، ورفع عجزه بما يناسب ذلك