تقديم ، وتمهيد : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . . وبعد . . فإن في حياة الشعوب والأمم أفراداً وجماعات ، قضايا حساسة وأساسية ينطلق منها وعيها ، ويقوم على أساسها التكوين الفكري والإيماني ، ثم العاطفي لها ، بل هي تلامس جوهر فطرة تلك الشعوب ، فتثير كوامنها ، أو تكون سبباً في إلحاق أنواع من الأذى بها . ولأجل ذلك لا بد من توخي الحذر ، وعدم المبادرة إلى إلقاء الكلام في تلك القضايا ، على عواهنه ، وبصورة مرتجلة ، ومن دون تدبر ، وتأمل وتثبت . . بل لا بد من استحصاف الرأي ، واستكناه الأمور بروية وبصيرة ، وبصدق وأمانة . . وإن أخطر هذه القضايا وأشدها حساسية في الإسلام ، هي قضايا الإيمان والاعتقاد ، خصوصاً ما يرتبط منها بالأنبياء ، والأئمة الأصفياء ، الذين هم الأسوة والقدوة ، والذين لكل شيء يرتبط بهم تأثيره العميق جداً في بناء شخصية الإنسان ، وفي تكوين خصائصه الإنسانية والإيمانية ، وفي تبلور ميزاته في مختلف جهات وجوده .