ولو أن أحداً سأله عنهم فسماهم أو سمى الأول منهم ، لرضيت بذلك كل قبائل قريش وسلمت إليهم الأمر ولم تنازعهم ، لأنها قبائل مؤمنة مخلصة ، مترفعة عن حطام الدنيا ، مطيعة لله تعالى ولرسوله ! ! وكأن مسلماً يقول : مع أن روايتي فيها إضافة على ما رواه البخاري فأنا لا أزيد على ما قال : كلا ، كلا . . إن هؤلاء الأئمة هم أناس ربانيون فقط ، يعز الله بهم الإسلام . . وهم من قريش . . من قريش . . هذا كل ما في الأمر ! ! وهكذا لا يمكنك أن تصل من البخاري ومسلم إلى نتيجة مقنعة في أمر هؤلاء الأئمة الاثني عشر . . فقد أقفل الشيخان عليك الأبواب ، وقالا لك مقولة قريش : إن نبيك تحدث في حجة الوداع عن رائحة الأئمة الاثني عشر فقط . . فَشُمَّهَا واسكت ! ولكنك لا تعدم الكشف عن عناصر مفيدة من مصادر قرشية أخرى ، أقل مراعاة من البخاري ومسلم للسياسة وأهلها ، أو أن ظروف أصحابها أحسن من ظروفهما ! فقد رووا كلمة ( بعدي ) بصيغ أكثر دلالة على أنهم يكونون مباشرة بعد النبي صلى الله عليه وآله . فقد روى أحمد في مسنده : 5 / 92 : عن نفس الراوي جابر السوائي قال : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون ( بعدي ) . . وروى في نفس الصفحة عن نفس الراوي جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش . قال ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا : ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يكون الهرج . انتهى . ففي الروايتين كلمة ( بعدي ) التي يفهم منها أنهم يكونون بعده مباشرة . والرواية