طالما حدد النبي صلى الله عليه وآله لهم عترته وأهل بيته بأسمائهم : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، حتى أن أحاديث الصحاح تقول إنه حددهم حسياً فأدار عليهم كساء يمانياً ، وقال للمسلمين : هؤلاء عترتي أهل بيتي ! ! ولم يكتف بذلك حتى أوقف المسلمين في رمضاء الجحفة بغدير خم ، وأخذ بيد علي عليه السلام وبلغ الأمة إمامته من بعده ، ونصب له خيمة ، وأمر المسلمين أن يسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، ويباركوا له ولايته عليهم التي أمر بها الله تعالى . فهنؤوه جميعاً وباركوا له ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله نساءه وكنَّ معه في حجة الوداع ، أن يهنئن علياً فجئن إلى باب خيمته وهنأنه وباركن له . . معلناتٍ رضاهن بولايته على الأمة . ثم أراد صلى الله عليه وآله في مرض وفاته أن يؤكد الحجة على الأمة بوثيقة مكتوبة ، فطلب منهم أن يأتوه بدواة وقرطاس ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً . . ولكنهم رفضوا ذلك بشدة ! وقالوا له : شكراً أيها الرسول ، لقد قررنا أن نضل ، عالمين عامدين مختارين ! ! ولا نريد أن تكتب لنا أطيعوا بعدي عترتي علياً ، ثم حسناً ، ثم حسيناً ، ثم تسعة من ذرية الحسين ! وقالوا : لا تقربوا له دواة ولا قرطاساً ! ! فهل تريد من نبيك صلى الله عليه وآله أن يقيم الحجة أكثر من هذا ؟ ! * *