وقال عنه في تفسير الجلالين 540 : ( وهو النضر بن الحارث ، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول : إن محمداً يحدثكم أحاديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم ، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ! ) . انتهى . وقد عرفت أن مصادرنا وعدداً من مصادر السنيين ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث ، أو الحارث الفهري . وأن أكثر مصادر السنيين رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث ، اعتماداً على روايات عن ابن جبير وابن عباس غير مرفوعة . فقد روى الحاكم في المستدرك : 2 / 502 : ( عن سعيد بن جبير ، سأل سائل بعذاب واقع ، قال : هو النضر بن الحارث بن كلدة ، قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ) . وقال السيوطي في الدر المنثور : 6 / 263 : أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عباس . . . إلخ ) . انتهى . ولم أجد في مصادر السيرة والتراجم عن الابن غير قصة هلاكه بحجر من السماء ، لكفره وبغضه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، ولعله كان شاباً ، أو أنهم عتَّموا على ذكره حسداً لأهل البيت عليهم السلام . ويدل الموجود في مصادر السيرة على أن الأب أسوأ من الأبن بكثير ، لأنه من كبار الفراعنة الذين واجهوا النبي صلى الله عليه وآله ، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه كفراً وعتواً ! !