وصار من حق المسلم أن يطالب الفقهاء أتباع عمر عن هذا العيد الذي لا يرى له عيناً ولا أثراً ، ولا إسماً ولا رسماً في تاريخ المسلمين ولا في حياتهم ، ولا في مصادرهم إلا . . عند الشيعة ! ثم . . ألا يتفقون معنا في أن الأعياد الإسلامية توقيفية ، فلا يجوز لأحد أن يشرع عيداً من نفسه . . ؟ ! ! إن حجة الشيعة في جعل يوم الغدير عيداً ، أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أن يوم الآية أي يوم الغدير عيدٌ شرعي ، وأن جبرئيل أخبره بأن الأنبياء عليهم السلام كانوا يأمرون أممهم أن تتخذ يوم نصب الوصي عيداً ، وأمره أن يتخذه عيداً . فما هي حجة عمر في تأييد كلام اليهودي ، وموافقته له بأن ذلك اليوم يستحق أن يكون عيداً شرعياً للأمة الإسلامية ! ثم أخذ يعتذر له بأن مصادفة نزولها في عيدين أوجبت عدم إفراد المسلمين ليومها بعيد . . . إلخ . فإن كان حكم من عند نفسه بأن يوم الآية يستحق أن يكون عيداً ، فهو تشريع وبدعة ، وإن كان سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ، فلماذا لم يذكره ولم يرو أحدٌ من المسلمين شيئاً عن عيد الآية ، إلا ما رواه الشيعة ؟ ! * * ثامناً : لو كان يوم يوم عرفة يوم جمعة كما قال عمر في بعض أقواله ، لصلى النبي صلى الله عليه وآله بالمسلمين صلاة الجمعة ، مع أن أحداً لم يرو أنه صلى الجمعة في عرفات ، بل روى النسائي وغيره أنه قد صلى الظهر والعصر ! والظاهر أن النسائي يوافق سفيان الثوري ولا يوافق عمر ، فقد جعل في سننه : 1 / 290 عنواناً باسم ( الجمع بين الظهر والعصر بعرفة ) وروى