فإذا قال الله تعالى : أكملت لكم دينكم ، فقد تمت الأحكام ، فكيف يقول بعدها مباشرة : ( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ؟ ! ثم يقول بعدها مباشرة : ( يسألونك ماذا أحل لهم ، قل أحل لكم الطيبات وما علمتم . . . إلى آخر أحكام الدين الذي قال عنه أحكم الحكماء سبحانه قبل لحظات : إنه قد أكمله وأتم نعمته به ؟ ! ! قال في الدر المنثور : 2 / 259 : وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله : اليوم أكملت لكم دينكم قال : هذا نزل يوم عرفة ، فلم ينزل بعدها حرامٌ ولا حلالٌ . انتهى . وقال في : 2 / 257 : وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس . . . فلما كان واقفاً بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله : اليوم أكملت لكم دينكم ، يقول حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلالٌ ولا حرامٌ . انتهى . والأحاديث والأقوال في عدم نزول أحكام بعد الآية كثيرة ، وقد مر بعضها ، ولا نحتاج إلى استقصائها بعد أن كان ذلك مفهوماً من الآية نفسها . الفرق بين الإكمال والإتمام ذهب بعض اللغويين إلى أن الكمال والتمام والاكمال والاتمام مترادفتان ولا فرق بينهما . وذهب آخرون إلى وجود فرق بينهما ، وأكثروا الكلام في محاولتهم التمييز بيهما ، لكن بلا محصل . . فقد حاموا حول الفرق ولم يحددوه ! قال الزبيدي في شرح القاموس : 8 / 103 :