ويدل هذا الصحيح المؤكد ، على أن عمر لم يسأل النبي صلى الله عليه وآله عن الكلالة . وقد صرح بذلك ما رواه الحاكم في المستدرك وصححه : 2 / 303 ، قال : محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاثٍ أحب إلي من حمر النعم : عن الخليفة بعده ، وعن قوم قالوا نقرُّ بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك ، أيحل قتالهم ؟ وعن الكلالة . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . انتهى . ولكن ماذا يصنعون بصحيح مسلم الذي روى أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وآله عنها مراراً ! قال مسلم في : 5 / 61 : عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر أبا بكر ثم قال : إني لا أدع بعدي شيئاً أهم عندي من الكلالة ! ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة ! وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه ، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال : يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ؟ ! وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن . انتهى . يعني أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله عنها مراراً فوضحها له مراراً ، ولكنه كرر سؤاله حتى غضب عليه النبي صلى الله عليه وآله لعدم فهمه لشرحه إياها ! بل يدل الصحيحان التاليان على أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر عمر أنه لن يفهم الكلالة طول عمره ، أو دعا عليه بذلك ! ففي الدر المنثور : 2 / 250 :