فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازع أهله . ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ؟ ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ فإن في نفسي منهما حاجة ) . انتهى . وغرضنا من النص بيان حالة الخليفة وأنه يقصد بقوله ( وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب ) أنه نادمٌ على مهاجمة البيت ، حتى لو كان أهله يعدون العدة لحربه ! وخلاصة القصة : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام يطلب منه أن يبايعه ، فامتنع علي عن بيعته ، وأجابهم جواباً شديداً ، اتهمهم فيه بخيانة الرسول صلى الله عليه وآله . وبلغ أبا بكر أن عدداً من الأنصار والمهاجرين اجتمعوا في بيت علي الذي كان يعرف ببيت فاطمة عليهما السلام ، فأشار عليه عمر بأن يهاجموا البيت ويهددوهم بإحراقه عليهم ، إن لم يخرجوا ويبايعوا ! وبالفعل هاجمت مجموعة بقيادة عمر بن الخطاب بيت الزهراء عليها السلام وحاصروه وجمَّعوا الحطب على باب داره ، وهددوا علياً وفاطمة عليهما السلام والذين كانوا في البيت - ومنهم مؤيدون لموقف علي ، ومنهم جاؤوا معزين بوفاة النبي صلى الله عليه وآله - فهددوهم إما أن تخرجوا وتبايعوا أبا بكر ، أو نحرق عليكم الدار بمن فيها ! وبالفعل أشعلوا الحطب في باب الدار الخارجي ! ! ولم يشأ علي عليه السلام أن يخرج إليهم بذي الفقار عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وآله ، الذي كان أخبره بكل ما سيحدث وأمره فيه بأوامره . . فخرجت إليهم فاطمة الزهراء عليها السلام لعلهم يستحون منها ويرجعون ،