ووعدٌ ووعيدٌ . . لأمضين في أمر الله ، فإن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة ! وقبل أن يفارقه جبرئيل أشار إليه على يمينه فإذا دوحة أشجار . . فودع النبي جبرئيل ومال إليها ، وحطَّ رحال النبوة عند غدير خُمٍّ . قال بعض المسلمين : فبينا نحن كذلك ، إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ينادي : أيها الناس أجيبوا داعي الله . . فأتيناه مسرعين في شدة الحر ، فإذا هو واضعٌ بعض ثوبه على رأسه . ونادى منادي النبي صلى الله عليه وآله في الناس بالصلاة جامعة ، ووقت الصلاة لم يَحُنْ بَعْدُ ولكن حانت قبلها ( صلاةٌ ) أخرى لا بد من أدائها قبل صلاة الظهر ! إنها فريضة ولاية عترته الطاهرة ، ولا بد أن يبلغها عن ربه إلى المسلمين مهما قال فيه قائلون ، وقال فيهم قائلون ! ! فقد شدد عليه ربه في ذلك ، وأفهمه أن مسألة عترته ليست مسألة شخصية تخصه . . وأنك إن كنت تخشى الناس ، فالله أحق أن تخشاه وسيعصمك منهم ، فاصدع بما تؤمر ! ! ونزل المسلمون حول نبيهم صلى الله عليه وآله ، وكان ذلك اليوم قائظاً شديد الحر ، فأمرهم أن يكسحوا تحت الأشجار لتكون مكاناً لخطبة الولاية ، ثم للصلاة في ذلك الهجير ، وأن ينصبوا له أحجاراً كهيئة المنبر ، ليشرف على الناس ، فيرونه ويسمعهم كلامه . . ورتب المسلمون المكان والمنبر ، ووضعوا على أحجاره حدائج الإبل ، فصار منصة أكثر ارتفاعاً ، وحسناً . . وورد المسلمون ماء الغدير فشربوا منه ، واستقوا ، وتوضؤوا . .