فقوله صلى الله عليه وآله : عليٌّ خليفتي من بعدي ، مثل قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وإذا كان الأول إخباراً عما سيقع ، كما ادعى الألباني ، فكذلك الثاني ، فكيف تحقق عكسه وصار معنى : من كنت سيده فعلي سيده ، أنَّ الرعية أجبروا سيدهم على بيعتهم ؟ ! إن الإخبار في الحديثين تشريعي أيها المحدث ، وبيانٌ لتكليف المسلمين وما يجب عليهم ، وليس إخباراً غيبياً عما سيقع ، حتى لا يصح وقوع غيره ! ونقول له ثانياً : عندما ضعَّفت حديث سبب نزول آية ( والله يعصمك من الناس ) في بيعة الغدير ، هل جمعت طرقه ودققت النظر فيها فقلت ( مراسيل ومعاضيل أكثرها ) ؟ هل رأيت طرق الثعلبي ، وأبي نعيم ، والواحدي ، وأبي سعيد السجستاني ، والحسكاني ، وبحثت أسانيدهم فوجدتها كلها مرسلة أو ضعيفة أو معضلة ، ووجدت في رواتها من لم تعتمد أنت عليهم ؟ ! أم وقعت فيما وقع فيه ابن تيمية من التسرع والتعصب الذي انتقدته عليه ؟ ! على أي حالٍ ، لم يفت الوقت ، فنرجو أن تتفضل بملاحظة ما كتبناه في تفسير الآية ، وأن تدقق الطرق والأسانيد التي قدمناها ، وتبحثها بموازينك التي تريدها ، بشرط أن لا تناقض ما كتبته في كتبك ، وأن لا تضعِّف راوياً هنا لأنه روى فضيلةً لعلي ، وقد اعتمدت عليه وقبلت روايته في مكان آخر لأنه روى فضيلة لخصوم علي ! ونذكر فيما يلي أسانيد مصدر واحد هو : كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني عبيد الله بن عبد الله بن أحمد العامري القرشي ، تلميذ الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك .