فنزل ذات يوم تحت شجرة ، وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يمنعني منك ، ضع عنك السيف فوضعه ، فنزلت : والله يعصمك من الناس ) . انتهى . وقال بعضهم : إن شخصاً أراد اغتيال النبي صلى الله عليه وآله فقبضوا عليه : ففي الدر المنثور : 2 / 299 : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لم تُرَعْ ، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي . . ) . انتهى . * * ومما يدل على بطلان هذا القول وأنها لم تنزل في قصة غورث ولا شبهها : أولاً ، أن غزوة ذات الرقاع أو بني أنمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة ( سيرة ابن هشام : 3 / 225 ) وهو تاريخٌ قبل نزول سورة المائدة بسنوات ، كما أن بعض رواياتها بلا تاريخ ، وبعضها غير معقول ! ثانياً ، أن المصادر الأساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع ، لم تذكر نزول آية العصمة فيها ، بل ذكر أكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في الصلاة ، وهو كافٍ لرد رواية نزول الآية فيها ! أما ابن هشام فقد ذكر أن الآية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم . . . ( سيرة ابن هشام : 3 / 227 ، تحقيق السقا ) ولكن ذلك لا يصح أيضاً ، لأن تلك الآية من سورة المائدة أيضاً !