قال : إن هذا أخي وكذا وكذا . وتبعه على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية : 3 / 40 ، وفي تفسيره : 3 / 351 . انتهى . * * القول الثاني أنها نزلت في مكة قبل الهجرة بدون تحديد ، فاستغنى بها النبي صلى الله عليه وآله عن حراسة عمه أبي طالب ، أو عمه العباس ! وهذا القول هو المشهور في مصادر السنيين ، ورواياته نوعان : نوعٌ نص على تاريخ نزولها تصريحاً أو تلويحاً ، وأنه في مكة . ونوعٌ لم يصرح بذلك ولم يربط نزولها بحراسة أبي طالب أو العباس ، ولكنه ربطه بإلغاء النبي صلى الله عليه وآله لحراسته ، وينبغي حمله على القول الأول ، لأن أصله رواية الترمذي عن عائشة ، وقد فهم منها البيهقي وغيره أنها تقصد مكة ، كما ستعرف . فالنوع الأول : كالذي رواه السيوطي في الدر المنثور : 2 / 298 - 299 ، قال : ( أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة ، عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي آية أنزلت من السماء أشد عليك ؟ فقال : كنت بمنى أيام الموسم ، واجتمع مشركو العرب وأفناء الناس في الموسم فنزل علي جبريل فقال : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس . قال : فقمت عند العقبة فناديت : يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربي ولكم الجنة ؟ أيها الناس قولوا لا إله إلا الله ، وأنا رسول الله إليكم ، تنجوا ، ولكم الجنة .