والفخر الرازي ! والسبب في ذلك أنهم يريدون الفرار من تفسيرها ببيعة الغدير ، ولا يجدون مفراً إلا بأحد أمرين : إما تفسيرها بأول البعثة والقول بأن النبي صلى الله عليه وآله خاف وتباطأ في تبليغ الرسالة فهدده الله تعالى وطمأنه بالعصمة من الناس ! وإما تفسيرها بروايات رفع الحراسة المزعومة التي لا يؤيدها التاريخ ، ولا يساعد عليها نص الآية ، كما سترى . قال الزمخشري في الكشاف : 1 / 659 : والله يعصمك : عِدَةٌ من الله بالحفظ والكلاءة ، والمعنى : والله يضمن لك العصمة من أعدائك . . . فإن قلت : أين ضمان العصمة ، وقد شج في وجهه يوم أحد ؟ ! . . . قلت المراد : أنه يعصمه من القتل ! وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : بعثني الله برسالته فضقت ذرعاً ، فأوحى الله إلي إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك ، وضمن لي العصمة فقويت . انتهى . ونحوه في الوسيط : 2 / 208 . وقال الرازي في تفسيره : مجلد 6 جزء 12 / 48 - 50 : ( يا أيها الرسول بلغ . . روي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعاً وعرفت أن الناس يكذبوني ، واليهود والنصارى ، وقريش يخوفوني فلما أنزل الله هذه الآية ، زال الخوف بالكلية . . . في قوله : والله يعصمك من الناس سؤال : وهو كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه شج وجهه ، وكسرت رباعيته ؟ والجواب من وجهين : أحدهما أن المراد يعصمه من القتل . . . وثانيها : أنها نزلت بعد يوم أحد ) . انتهى .