كفي للرد على هذا القول : أولاً ، أن الآية من سورة المائدة ، وقد تقدم أنها آخر ما نزل من القرآن أو على الأقل من آخر ما نزل ، بينما يدعي هذا القول أن الآية من أوائل ما نزل ! ! وثانياً ، أن الشافعي قد ضعف هذا الوجه ، لأنه نقله بصيغة يقال ويقال ، ولم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله ، بل لم يتبناه . وثالثاً ، أنه لا يمكن قبول هذه التهمة المشينة للنبي صلى الله عليه وآله ، أنه تلكأ أو امتنع عن تبليغ رسالات ربه ، بسبب خوفه من التكذيب والأذى والقتل ، حتى جاءه التهديد الإلهي بالعذاب ، والتأمين من الأذى ، فتحرك وبلغ ! ! فهذا التصور لا يناسب شخصية المؤمن العادي ، فضلاً عن النبي المعصوم صلى الله عليه وآله الذي هو أعظم الناس إيماناً وشجاعة , وقد صرحت الآيات الكريمة بأنه كان حريصاً على تبليغ الرسالة ، وهداية الناس أكثر مما فرض الله تعالى عليه . رواية ( يقال ) التي ذكرها الشافعي قال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 298 أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني ، فأنزل : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . ( وكذا في أسباب النزول : 1 / 438 ) .