وأسلم زعماؤها وأتباعهم وحسن إسلامهم ، وتصدقوا وأعتقوا وحجوا ، وأكثروا من الصوم والحج والصلاة ! ولكن النبي الصادق الأمين قال ( ما أراكم تنتهون يا معشر قريش ) ! ! وطبيعة قريش ، وطينة زعامتها تؤكد أنهم واصلوا العمل على كل الجبهات الممكنة ! ! لكنهم تراجعوا في ذلك الموضوع رأوا أن حديدة النبي صلى الله عليه وآله حامية ، وأن التفكير بالاستقلال السياسي عنه صلى الله عليه وآله تفكيرٌ خاطيء ، وأن محمداً لا يقعقع له بالشنان ، فهو من علياء هاشم وذروة شجعانها ، ومعه ابن عمه قَتَّال قريشٍ ومجندل أبطالها ، ومعه الأوس والخزرج الذين تجرؤوا لأول مرة في تاريخهم على حرب قريش ، وقتلوا من أبطالها ! ! تراجع عند قريش منطق الاستقلال السياسي عن محمد صلى الله عليه وآله لكن تأكد عندها المنطق القائل إن دولة محمد شملت كل المنطقة ، وهي تتحفز لمقارعة الروم والفرس ، وقد وعد محمد المسلمين بذلك وتطلعوا إليه . . فلا معنى لأن تطالبه قريش بحكم مكة ومن أطاعها من قبائل العرب ! إنه لا بد من التأقلم مع الوضع الجديد ، والعمل الجاد بالسياسة وبالعنف المنظم ، لكي ترث قريش كل دولة محمد صلى الله عليه وآله ! فمحمد من قريش ، وقريش أولى بسلطان ابنها ، ولا كلام للأنصار اليمانية ، ولا لغيرهم من القبائل . أما مسألة بني هاشم الذين يسميهم محمد صلى الله عليه وآله العترة والقربى وتنزل عليه فيهم آيات القرآن ، ويصدر فيهم الأحاديث ، ويجعل لهم خمس ميزانية الدولة . . فلا بد من معالجة أمرهم بكل الطرق الممكنة !