ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وآله كنَّى عن ذلك الشخص الذي سيبعثه الله على قريش فيضرب أعناقهم على الدين ، بأنه أنا أو رجل مني ( مجمع الزوائد : 9 / 133 ) ثم سماه عندما سأله أبو بكر وعمر عنه فقال ( أنا أو خاصف النعل - كنز العمال : 7 / 326 ) وغرضه من هذا الإجمال ، أن لا تتصور قريش أن المسألة بعيدة فتطمع في مشروعها ! بل ينبغي أن تحتمل أن الأمر قد يصدر غداً إلى علي بغزو مكة وقتل فراعنة قريش ! وغرضه صلى الله عليه وآله من تعبير ( مني ) أن يبين مكانة علي عليه السلام ، وأن تعلم قريش أنه مؤمنٌ وأنه هاشمي ، من ذلك الفرع الذي ما زالت تحسده ، وتموت منه غيضاً ! ! فلو أنه صلى الله عليه وآله قال لهم : إن علياً سيقاتلهم على تأويل القرآن بعد ربع قرن ، كما قاتلتهم أنا على تنزيله بالأمس ، لطمعوا وقالوا : إذن عندنا فرصة ربع قرن من الزمان ، ولكل حادثٍ حديث ! بل روى في مجمع الزوائد حديثاً قال عنه : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح : أن علياً عليه السلام كان يعلن في زمان النبي صلى الله عليه وآله تهديده لقريش ، ولكل من يفكر بالردة ، بأنه سوف يقاتلهم إلى آخر نفس ، وهو عملٌ وقائي بتوجيه النبي صلى الله عليه وآله لمنع قريش أن تفكر بالردة ! قال في مجمع الزوائد : 9 / 134 : وعن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل يقول : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى . والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على