طاف أمير المؤمنين عليه السلام في القتلى ، فوجد عماراً ملقى بين القتلى ، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه السلام وأنشأ يقول : ألا أيها الموت الذي لست تاركي أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيراً بالذين أحبهم كأنك تمضي نحوهم بدليل وقال في ص 180 في باب ما جاء عن أم سلمة : حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة ، قال : حدثنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة ، قال : حدثني عفان بن مسلم قال : حدثني حماد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن سداد بن أوس قال : لما كان يوم الجمل قلت : لا أكون مع علي ولا أكون عليه ، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي ، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان ، ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة ، قالت : من أين أقبلت ؟ قلت : من البصرة . قالت : مع أي الفريقين كنت ؟ قلت : يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، وألقى الله عز وجل في قلبي أن أقاتل مع علي . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من حارب علياً فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله . قلت : فترين أن الحق مع علي ؟ قالت : إي والله ، علي مع الحق والحق معه ، والله ما أنصف أمة محمد نبيهم ، إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله ، وأخروا من قدمه الله تعالى