عن خمسة ، فلا بد أن يكون الأئمة الإثنا عشر من غير الحاكمين ، أو تكون تكملتهم من غيرهم ! فحديث سفينة يحكم بخطأ جعل الأئمة الاثني عشر من الحكام ، كما هو واضح . ولكن أكثر الشراح أشربوا في قلوبهم حب بني أمية ، وارتكبوا كل تناقض لجعل ملكهم العضوض إمامة ربانية ، وجعل حكامهم المعروفين بسلوكهم وبطشهم ، أئمة ربانيين مبشراً بهم على لسان رسول رب العالمين ! والذي يزيدك اطمئناناً بما قلناه ، أنهم قبلوا حديث سفينة ( الخلافة ثلاثون سنة ) وقد فسره راويه سفينة ونفى الخلافة عن بني أمية ، وقال إنهم ملوك شر ملوك ! بل اتهمهم بأنهم أبناء رومية زانية ( بنو الزرقاء ) ! ومع ذلك جعلوهم أئمة ربانيين ، اختارهم الله تعالى لقيادة هذه الأمة ! ومنهم من حاول نفي تفسير سفينة للحديث وقال : إنه زيادة لم تثبت ، مثل الألباني ! وكذلك لم يثبت عندهم كل ما في تاريخ بني أمية من ظلم عضوض للناس ! ! فلا بد لهم أن يردوا وصف النبي له بالعضوض ! ! قال العيني في عمدة القاري : 16 / 74 : ( فإن قلت : يعارض حديث سفينة ما رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة : لا يزال هذا الدين قائماً ما كان اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، الحديث . قلت : قيل إن الدين لم يزل قائماً حتى ولي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وأراد بهذا خلافة النبوة ، ولم يرد أنه لا يوجد غيرهم . وقيل : هذا الحديث فيه إشارة بوجود اثني عشر خليفة عادلين من قريش ، وإن لم يوجدوا على الولاء ، وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في