فأما الوجه الأول : فإنه أشار إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه ، وأن حكم أصحابه مرتبط بحكمه ، فأخبر عن الولايات الواقعة بعدهم ، فكأنه أشار بذلك إلى عدد الخلفاء من بني أمية ، وكأن قوله : لا يزال الدين : أي الولاية ، إلى أن يلي اثنا عشر خليفة . ثم ينتقل إلى صفة أخرى أشد من الأولى . وأول بني أمية يزيد بن معاوية ، وآخرهم مروان الحمار ، وعدتهم ثلاثة عشر ، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير ، لكونهم صحابة ! فإذا أسقطنا منهم مروان بن الحكم للاختلاف في صحبته ، أو لأنه كان متغلباً بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير ، صحت العدة . وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة ، حتى استقرت دولة بني العباس ، فتغيرت الأحوال عما كانت عليه تغيراً بيناً . قال : ويؤيد هذا ما أخرجه أبو داود من حديث بن مسعود ، رفعه : تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، فإن هلكوا فسبيل من هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً . ( قال المؤلف : لا أعرف من صحح هذا الحديث غير الألباني ) . ثم قال ابن حجر : قلت : لكن يعكر عليه أنّ مِن استقرار الملك لبني أمية عند اجتماع الناس على معاوية سنة إحدى وأربعين ، إلى أن زالت دولة بني أمية فقتل مروان بن محمد في أوائل سنة : اثنتين وثلاثين ومائة ، أزيد من تسعين سنة . . . قال ( أي ابن الجوزي ) : وأما الوجه الثاني : فقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء الذي جمعه في المهدي : يحتمل في معنى حديث : يكون اثنا عشر خليفة ، أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، فقد وجدت