كما أن الأحاديث التي ذكرت ما يكون بعدهم تدل على أن مدتهم طويلة فبعضها ذكر أنه يكون بعدهم الهرج والفوضى والنفاق فأشار إلى انهيار الأمة . وبعضها ذكر أن زمنهم يمتد ما دامت الأرض ، وأن مدتهم إذا تمت ساخت الأرض بأهلها . . وهذا يؤيد نظرية امتداد عصر هؤلاء الأئمة عليهم السلام إلى آخر الدنيا ، كما نصت عليه أحاديثنا . قال أبو الصلاح الحلبي المتوفى سنة 437 في كتابه تقريب المعارف / 173 : ورووا عن عبد الله بن أبي أمية مولى مجاشع ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر من قريش ، فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها . انتهى . ونحوه في إعلام الورى / 364 ، وهو موافق لما في مصادرنا عن أهمية وجود الحجة لله تعالى في أرضه في كل عصر . . ففي الكافي : 1 / 179 و 534 : عن أبي حمزة قال : ( قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أتبقى الأرض بغير إمام ؟ قال : لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت ) ! انتهى . * * وعلى هذا التفسير لنص الحديث ، يكون هدف النبي صلى الله عليه وآله من طرح الأئمة الاثني عشر في أهم تجمع للمسلمين في حجة الوداع ، هو : توجيه الأمة إليهم . . لو أنها أخذت بحظها وأطاعته فيهم ! بل يمكن القول : إنه يتعين تفسير الحديث بالأئمة الاثني عشر من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، لأن كل تفسير له بغيرهم لا يصح بسبب كثرة الإشكالات التي ترد عليه . قال الكنجي الشافعي في ينابيع المودة / 446 :