البشرية فجورها وتقواها ، وأنزل آدم إلى الأرض ومعه إبليس ، وبعث الأنبياء عليهم السلام ومع كل نبي عدو مضل أو أكثر ، وجعل بعدهم أئمة ربانيين يهدون ، وأئمة ضلال منافقين يضلون . . وعدد كل منهم في هذه الأمة اثنا عشر . . وأنه قد بدأت بهم دورة جديدة من الهدى والضلال ، كما بدأت بآدم وإبليس . . ولذلك استدار الزمن كهيئته في أوله بانتهاء الفترة ، ووضوح الحجة . ويؤيد هذا الدليل العقلي صريح ما ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام في تفسير آية ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ) . المسألة السادسة : راوي الحديث جابر السوائي روت مصادر السنيين حديث الأئمة الاثني عشر عن عدة رواة . وهم : عبد الله بن مسعود . وأبو جحيفة . وجابر بن سمرة السوائي ، وهذا الأخير أهمهم ، لأن الصحاح اعتمدت روايته كما تقدم . وهو جابر بن سمرة بن جنادة . وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب : 2 / 35 في نسبه ( يُقاليْن ) : فقال : يقال ( ابن عمرو بن جندب بن حجير ابن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي . ويقال : من قبيلة عامر بن صعصعة . ويؤيد هذا الشك أن الذهبي قال في ترجمته : 3 / 187 : ( وهو وأبوه من حلفاء زهرة ) انتهى . فولو كان من بني عامر بن صعصعة ، لم يحتج أن يكون حليفاً لأنهم قرشيون على السواء مع بني زهرة ! وسمرة هذا ، من الطلقاء . فقد قال في تهذيب التهذيب : 4 / 206 : ( وقرأت بخط الذهبي إنما مات في ولاية عبد الملك ابنه جابر ، وأما سمرة فقديم . وذكر ابن سعد أنه أسلم عند الفتح ، ولم أقف على من أرخ وفاته غير من تقدم ) .