المسألة الخامسة : اثنا عشر إماماً واثنا عشر شهراً ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع ، أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر الأئمة الاثني عشر ، وذكر استدارة الزمن كأول ما خلق الله الأرض وقرأ الآية : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً . ففي صحيح البخاري : 5 / 126 : عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض . السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب . انتهى . ورواه أيضاً في 5 / 204 ، و 6 / 235 . وأبو داود في : 1 / 435 . وأحمد في : 5 / 37 . ورواه في مجمع الزوائد : 3 / 265 : بصيغة أقرب إلى أسلوب النبي صلى الله عليه وآله من رواية البخاري ، جاء فيها : ( ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، ثم قرأ : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم . ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض . . . ) . انتهى . وقد ذكر المفسرون والشراح السنيون أن المعنى إلغاء النسيء الذي ابتدعته العرب للأشهر الحرم ، وبذلك يرجع تأخير الزمن والتوقيت إلى هيئته الأولى فلا نسيء بعد اليوم . ولكنه تفسير غير مقنع ، فإن نسيء العرب لم يكن مؤثراً في الزمن والفلك ، حتى يرجع الزمن إلى حالته الأولى بإلغاء النسيء !