المفضل بن حصين ، عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الأئمة بعدي اثنا عشر ، ثم أخفى صوته فسمعته يقول : كلهم من قريش . قال أبو المفضل : هذا غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن علي بن زكريا البصري بهذا الإسناد ، وكتبت عنه ببخارا يوم الأربعاء ، وكان يوم العاشور ، وكان من أصحاب الحديث إلا أنه كان ثقة في الحديث . انتهى . وبناءاً على هذه الرواية المرجحة عندنا فإن توسيع هوية هؤلاء الأئمة الاثني عشر إلى جميع قريش ، بدل عترة النبي فقط ، أصله رواية عمر ! وهو منسجم مع ما كان يقوله لبني هاشم في حياة النبي وعند وفاته : إن قريشاً تأبى أن تجمع لكم ، يا بني هاشم ، بين النبوة والخلافة ! ! المسألة الثانية : لا يصح الوعد الإلهي بقيادة مجهولة ! إن الوعد النبوي بالاثني عشر إماماً من بعده . . وعدٌ إلهيٌّ من لدن حكيم خبير . . وهو وعد منه سبحانه بأئمة بعد رسوله ، كما هي سنته تعالى في الأمم السابقة ، ورحمةٌ منه لهذه الأمة بحل أصعب مشكلة تواجهها الأمم بعد أنبيائها على الإطلاق ! فهل تقبل عقولنا أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله بأن يدل أمته على قادة مجهولين ؟ ! نحن نرى أن الله تعالى وعد الأمم السابقة على لسان عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده بخمس مئة سنة ، ومع ذلك سماه باسمه فقال : ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد . ) سورة الصف - 6 ، صلى الله عليه وآله .