responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 274


وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ، ذلك جابر بن عبد الله . ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟ قال :
نعم ، إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك [1] .
ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي ( عليه السلام ) فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله ، أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أن جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ !
فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد قال له : يا بن رسول الله ، البقيا على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء وتستكشف اللاواء [2] وبهم تستمطر السماء . فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما .
فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ، ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ( عليهما السلام ) . والله لذرية علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا [3] .



[1] أي عمل في هلاكك ( راجع لسان العرب : 7 / 338 ) .
[2] اللأواء : المشقة والشدة ( لسان العرب : 15 / 238 ) .
[3] أمالي الطوسي : 636 / 1314 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 148 مختصرا ، بشارة المصطفى : 66 عن عمر بن عبد الله بن هند الجملي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

274

نام کتاب : أهل البيت في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست