ثانياً : من أين ثبت له أن هذا هو الأصح ، بل هو الخطأ ، لأن الله سبحانه جعل التزامهن بالأوامر والنواهي سبباً في إبعاد الرجس عن جميع « أهل البيت » ، ولذا جاء بضمير الذكور ، مخاطباً به « أهل البيت » « عنكم » ، « يطهركم » ، « أهل البيت » . . ولو كان المقصود بالتطهير هو الجزء من « أهل البيت » لكان ينبغي أن يقول : يطهركن ، عنكن ، لأنكن من « أهل البيت » . . وثالثاً : قوله : « إن هذا ينفي مفهوم العصمة عن الآية » . لا يصح ، لأن عدم التزام النساء بالأوامر والزواجر ، لا دخل له في عصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والوصي ، و « أهل البيت » ( عليه السلام ) في أنفسهم . وقد أشرنا أن كلامه هذا إنما يتم لو كان المقصود ارتباط التزام الأزواج بطهارة « أهل البيت » ( عليهم السلام ) على مستوى الذات ، وهو باطل ، وأما على تقدير الارتباط بالطهارة على مستوى المحيط ، فلا ربط لالتزامهن وعدمه بعصمة أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) . نعم ، تكون مخالفتهن سبباً في إثارة فضول الناس وشائعاتهم حول بيت النبوة ، فلا يبقى هذا البيت في سلامة من ألسنة أصحاب الأهواء والأغراض ، بل هم سوف ينسبون التقصير - زوراً - إلى النبي نفسه مثلاً ، باتهامه بالتقصير ، حتى إنه لم يستطع أن يمنع زوجاته من مخالفة أمر الله سبحانه ، مع علمهم بأن ذلك لا يقع تحت اختيار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بل هو باختيارهن دونه ( صلى الله عليه وآله ) . .