وعودة إلى تساؤلي الذي طرحته عليكم حول « آية التطهير » أحب أن أخبركم أنني وجدت « آية التطهير » غير متضمنة لإرادة إلهية تكوينية بعصمة « أهل البيت » وأن معناها - لغوياً - لا يحتمل هذا التفسير وإليكم بيان ذلك : يقول السيد جعفر مرتضى في كتابه : « أهل البيت » ( عليهم السلام ) في آية التطهير . ص 64 : « ويظهر من كلام العلماء الأبرار ( رضوان الله عليهم ) أن الإرادة الإلهية المعبر عنها بقوله تعالى : * ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ . . ) * قد تعلقت أولاً وبالذات بإذهاب الرجس والتطهير . . ولكن الظاهر : هو أنها قد تعلقت أولاً وبالذات بأمر آخر وهو نفس الأوامر والزواجر التي توجهت إلى زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) . بيان ذلك : أنه تعالى قال : * ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) * ولم يقل : إنما يريد الله إذهاب الرجس . فكلمة « إنما » تفيد حصر المقصود والغاية من الأمر والنهي لنساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، في حفظ « أهل البيت » وتطهيرهم . واللام في « ليذهب » هي لام كي ، وهي تفيد التعليل ، أي أن ما بعدها يكون علة لما قبلها ، كقولك : « جئت لأكرمك » فمدخول اللام وهو الإكرام علة لما قبلها وهو المجيء . .