ونقول : إنها مغالطة واضحة ، وذلك لما يلي : 1 - إن الحديث في آية الأنفال في قصة بدر إنما هو عن السبب في إنزال ماء المطر عليهم ، حينما كانوا بحاجة إليه للتطهير ، والوضوء والاغتسال ، ونحو ذلك ؛ كما هو صريح الآيات . فليس الكلام فيها ناظراً إلى التطهير من الذنوب والنقائص ، كما هو الحال في آية التطهير ل « أهل البيت » في سورة الأحزاب . وكذا الحال بالنسبة للآية التي في سورة المائدة ، فإنها إنما تتحدث عن السبب في تشريع الوضوء والتيمم ، فالتطهير المراد هو الذي يناسب ذلك ، وذلك بخلاف الآية التي في سورة الأحزاب ، الناظرة إلى التطهير عن الرجس ، وكل نقص لأناس بأعيانهم دون كل من سواهم . 2 - أما حديثه عن أولوية الصحابة بالعصمة فلا يصح لأن المراد في آية سورة المائدة هو تمام اللطف في محنتهم التي واجهوها مع أعدائهم حيث أنزل لهم الماء ليطهرهم به ، وليثبت به أقدامهم وليس فيها أية إشارة إلى المعاصي والذنوب . . أما المراد برجز الشيطان ، فهو وسوسته لهم بهدف إضعافهم وتشكيكهم بوعد الله لهم أو نحو ذلك . . 3 - إن قوله : « إنهم محفوظون عن الذنوب بعد تعلق إرادة الله