ونقول : 1 - لا ندري متى أصبحت المعاشرة بمجردها سبباً لاستحقاق هذا الوسام العظيم ، الذي هو أسمى الأماني ، وغاية الطموحات ؟ وما هو الدليل الذي دل على ذلك ؟ 2 - لقد نصت الروايات التي ذكرناها في فصل سابق على خروج زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، مع أن عشرتهن له ( صلى الله عليه وآله ) ، وكونهن دائمات الحضور في بيته مما لا يرتاب فيه أحد . أضف إلى ما تقدم : أن هناك من كان يخدم في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وله حضور فيه ، فلماذا لا يدخلونهم أيضاً ؟ كما أن طول المعاشرة لم يفد ابن نوح ( عليه السلام ) فقد جاء في القرآن : * ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) * [1] . والحقيقة هي : أن الهدف من طرح أمثال هذه الدعاوى : القرابة ، والعشرة ، وما إلى ذلك ، هو صرف النظر عن حقيقة امتياز هؤلاء الصفوة عن كل من عداهم ، في الفضائل وخصال الخير ، وكل ما هو جميل ونبيل .