ولو كان التطهير لخصوص النساء ، لوجب أن لا تكون الآية شاملة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فضلاً عن علي والحسنين ( عليهم السلام ) ، مع أن ذلك مما أجمعت الأمة على بطلانه . الله أراد تطهير النساء : قال : « الله تعالى يريد أن يحصر فكر نساء النبي في سبب نزول هذه الأوامر والنواهي المشددة عليهن ، في أن الله أراد بهذه الأوامر تطهيرهن وصونهن ، لا إرهاقهن بها ، وجعل الحرج عليهن ، وتعسير حياتهن ، فإنما بلا ريب مرتبطة مع ما قبلها . . » . ونقول : صحيح : أن كلمة « إنما » تأتي لتحصر فكر السامع في جهة معينة ، ولكن المهم هو تحديد هذه الجهة ، فمن الذي قال : إن هذه الجهة هي ما ذكره هذا المستدل ، فإن ذلك مصادرة على المطلوب ، بل هي إفهامهن : أن زوجيتهن للنبي تفرض عليهن مزيداً من الالتزام بالأحكام ، لأن ما يفعلنه لا تقتصر آثاره السلبية عليهن ، بل تتعداهن إلى التأثير على مقام النبوة ، ولذلك يضاعف لهن العذاب ضعفين ، كما أنهن لسن كأحد من النساء . فلو لم يكنّ زوجات للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلماذا مضاعفة العذاب ؟ ! ولماذا هنّ لسن كأحدٍ من النساء ؟ !