الدمشقيين للمنجّد : 90 . كان محدّثاً فقيهاً مؤرّخاً واعظاً ، ترجم له الزركلي وكحّالة ، وذكرا من مصادر ترجمته شيئاً كثيراً . وممّا لم يذكراه : ذيل الروضتين لمعاصره أبي شامة ، وهو مصدر خصب لترجمة المؤلّف ، فقد وصف جوانب من حياته في غير موضع منه ، منها : مجالس وعظه التي حضرها في صغره وكبره ، وصفها غير مرّة بإسهاب ، منها في : 49 يقول : إنّها كانت من محاسن الدنيا ولذّاتها . . . وقد وصفها اليونيني في ترجمة المؤلّف من ذيله على مرآة الزمان 1 / 39 - 43 ، فقال : وكانت مجالسه نزهة القلوب والأبصار ، يحضرها الصلحاء والعلماء ، والملوك والأُمراء والوزراء وغيرهم ، ولا يخلو المجلس من جماعة يتوبون ويرجعون إلى الله . وترجم له ابن شاكر في عيون التواريخ 20 / 103 ، وقال فيه : فطلع أوحد زمانه في الوعظ وحسن الأداء ، ترقّ له القلوب وتذرف لسماع كلامه العيون . . . وفي كثير من المجالس يحضر من يسلم من أهل الذمة . . . له تاريخه المعروف المسمّى : مرآة الزمان ، قال ابن خلّكان : رأيته بدمشق في أربعين مجلّداً ، واعتمده المؤرّخون ونقلوا عنه في كتبهم ، كأبي شامة وابن شاكر والصفدي ومن بعدهم . وله شرح على صحيح مسلم ، ذكره في تحفة الأحوذي 1 / 259 . وترجم له الذهبي في العبر 5 / 220 وأثنى عليه ، وقال : وابن الجوزي العلاّمة الواعظ المؤرّخ شمس الدين . . . وقدم دمشق سنة 607 فوعظ بها ، وحصل له القبول العظيم ؛ للطف شمائله وعذوبة وعظه ، وله تفسير في تسعة وعشرين مجلّداً ، وشرح الجامع الكبير . . . وكان وافر الحرمة عند الملوك ، ثم عدّه في الضعفاء ، فذكره في ميزان الاعتدال 4 / 471 ، ولا شيء ضعّفه