قلت : يسيرٌ يا أمير المؤمنين ! قال : على ذاك . قلت : عشرة آلاف حديث وما زاد . قال : فقال : يا سليمان ، لأُحدِّثنَّك في فضائل عليّ حديثين يأكلان كلَّ حديث رويتَه عن جميع الفقهاء ! فإنْ حلفتَ لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدَّثتُك بهما ! قلت : لا أحلف ولا أُخبر بهما أحداً منهم . فقال : كنتُ هارباً من بني مروان ، وكنت أدور البلدان أتقرَّب إلى الناس بحبِّ عليّ وفضائله وكانوا يؤونني ويطعمونني . . . [1] . الأعمش وأهل السُنّة أخرج العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 416 في ترجمة ( عباية ) : حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني ، حدّثنا محمّد ابن داود الحداني ، قال : سمعت عيسى بن يونس يقول : ما رأيت الأعمش خضع إلاّ مرّة واحدة ! فإنّه حدّثنا بهذا الحديث ( قال عليٌّ : أنا قسيم النار ) فبلغ ذلك أهل السُنّة ، فجاءوا إليه فقالوا : أتحدِّث بأحاديث تقوِّي بها الرافضة والزيدية والشيعة ؟ ! فقال : سمعته فحدَّثت به . فقالوا : فكلَّ شيء سمعته تحدِّث به ؟ ! قال : فرأيته خضع ذلك اليوم .
[1] الحديث طويل لا يحتمله المقام ، فمن أراده فليراجع مناقبَي ابن المغازلي والخوارزمي المطبوعَيْن غير مرّة .