نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 70
إن رواية الطبراني هذه قد أوردها ابن كثير الشامي في جامعه بهذا اللفظ ، وإذا راجعت النسخة المطبوعة في دار إحياء التراث العربي من المعجم الكبير ستصادف فيه إسقاط قوله : فقالوا : يهجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم سكتوا وسكت . لعل هؤلاء يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ولا يشعرون بأن خدمة الإسلام لا تكون بكتمان الحقائق ، فبدل أن يسعى هؤلاء الأعزاء لأجل كشف القناع الذي طرح على الإسلام المحمدي في عصر بني أمية ، وبدل أن يفكروا في سبب التباس الحق بالباطل ، تراهم يتبعون ما ألفوا عليه أسلافهم ، ويكتمون ما انفلت من أيديهم ، مع أنهم في عصر ليس فيه الخوف من أسيافهم وأسواطهم ولا الطمع في جوائزهم ونفائسهم . أخرج ابن سعد عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال في مرضه الذي مات فيه : " إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً " ، فقال عمر بن الخطاب : من لفلانة وفلانة مدائن الروم ؟ إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليس بميت حتى نفتتحها ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى ! ! فقالت زينب زوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا تسمعون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعهد إليكم ؟ فلغطوا ، فقال : " قوموا " ، فلما قاموا قبض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكانه ( 1 ) . وقد استعمل عمر هذه السياسة في يوم وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبيل حادثة السقيفة أيضاً . وأخرج البلاذري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ! اشتد فيه وجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - وبكى ابن عباس طويلاً - ثم قال : فلما اشتد وجعه قال : " إئتوني بالدواة والكتف أكتب
1 - الطبقات الكبرى : 1 / 518 .
70
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 70