نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 169
والصلاح والدين ببغض علي وموالاة أعدائه ، وموالاة من يدّعي من الناس أنهم أيضاً أعداؤه ، فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم ، وأكثروا من الغضّ من علي ( عليه السلام ) وعيبه والطعن فيه والشنآن له ، حتى إن إنساناً وقف للحجاج - ويقال إنّه جدّ الأصمعي عبد الملك بن قريب - فصاح به : أيها الأمير إنّ أهلي عقّوني فسمّوني عليّاً ، وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج ، فتضاحك له الحجاج وقال : للطف ما توسلتَ به قد ولّيتك موضع كذا . وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه - وهو من أكابر المحدّثين وأعلامهم - في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال : إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية ، تقرّباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم . وقال العلامة المعتزلي في موضع آخر من شرحه : قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي : . . . والجائزة لمن روى الأخبار والأحاديث في فضل أبي بكر ، وما كان من تأكيد بني أمية لذلك ، وما ولده المحدثون طلباً لما في أيديهم ; فكانوا لا يألون جهداً - في طول ما ملكوا - أن يخملوا ذكر علي ( عليه السلام ) وولده ، ويطفئوا نورهم ويكتموا فضائلهم ومناقبهم ، ويحملوا على شتمهم وسبهم ولعنهم على المنابر ، فلم يزل السيف يقطر من دمائهم ، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم ، فكانوا بين قتيل وأسير و شريد وهارب ومستخف ذليل وخائف مترقب ، حتى إن الفقيه والمحدث والقاضي والمتكلم لَيُتقدم إليه ويُتوعد بغاية الإيعاد وأشد العقوبة ألاّ يذكروا شيئاً من فضائلهم ولا يرخصوا لأحد أن يطيف بهم ، وحتى بلغ من تقية المحدث أنه إذا ذكر حديثاً عن علي ( عليه السلام ) كَنَى عن ذكره ;
169
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 169