نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 221
علي والأئمة من ولده أولياء الأمر بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قال الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطِيْعُوا اللهَ وَأطِيْعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ) ( 1 ) . قال الإمام فخر الدين الرازي : اعلم أنّ قوله : ( وَأُولى الأَمْرِ مِنْكُمْ ) يدلّ عندنا على أنّ إجماع الأمّة حجّة ، والدليل على ذلك أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بدّ وأن يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهيّ عنه ، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وإنّه محال ، فثبت أنّ الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أنّ كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت قطعاً أنّ أولي الأمر المذكور في هذه الآية لابد وأن يكون معصوماً ، ثم نقول : ذلك المعصوم إمّا مجموع الأُمة أو بعض الأمة ، لا جائز أن يكون بعض الأُمّة ، لأننّا بيّنّا أنّ الله تعالى أوجب طاعة أولي الأمر في هذه الآية قطعاً ، وإيجاب طاعتهم قطعاً مشروط بكوننا عارفين بهم قادرين على الوصول إليهم والاستفادة منهم ،
1 - سورة النساء : 59 .
221
نام کتاب : الهجرة إلى الثقلين نویسنده : محمد گوزل الآمدي جلد : 1 صفحه : 221