نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 74
قول النبي ( ص ) نوح أحد الأبوين انتهى ملخصا أقول قوله تعالى * ( إِنَّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) * قيل فيه أقوال أحدها أنه كان ابنه لصلبه والمعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم ممن أراد إهلاكهم بالغرق فقال * ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْه الْقَوْلُ ) * عن ابن عباس . وثانيها أن المراد بقوله * ( إِنَّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) * ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله وهذا كما قال النبي ( ص ) سلمان منا أهل البيت وإنما أراد على ديننا ويؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل * ( إِنَّه عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ) * فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره وشر عمله . وثالثها أنه لم يكن ابنه حقيقة وإنما ولد على فراشه فقال عليه السّلام إنه ابنه على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته عن الحسن ومجاهد وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال * ( ونادى نُوحٌ ابْنَه ) * ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذا الحال لأنها تعيير وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك . ورابعها أنه كان ابن امرأته وكان ربيبه ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف وإثباته لفظا والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان وعن أبي جعفر ( ع ) قال : كان قوم مؤمنون قبل نوح ( ع ) فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فأنسوا بها فلما جاء الشتاء أدخلوهم البيوت فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم إن هؤلاء آلهة كان آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله وفي مناقب ابن شهر شهرآشوب عن الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ( ع ) يقول ونادى نُوحٌ ابْنَه أي ابنها وهي لغة طيء أقول هذه القراءة بفتح الهاء وحذف الألف وهي لغة طيء ونسبها القراء والمفسرون إلى أهل البيت ( ع ) يعني ابن امرأته وعن أبي عبد الله ( ع ) قال : إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته إلا المر والكبريت وعنه ( ع ) لما هبط نوح ( ع ) من السفينة أتاه إبليس
74
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 74