responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 395


يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى فأوحى الله تعالى يا يحيى أتبكي مما قد نحل من جسمك وعزتي وجلالي لو اطلعت على النار اطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه وبدا للناظرين أضراسه فبلغ ذلك أمه فدخلت عليه وأقبل زكريا واجتمع الأحبار والرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه فقال ما شعرت بذلك فقال زكريا يا بني ما يدعوك إلى هذا إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني قال أنت أمرتني بذلك يا أبة قال ومتى ذلك يا بني قال ألست القائل إن بين الجنة والنار لعقبة لا يجوزها إلا البكاؤن من خشية الله قال بلى فجد واجتهد وشأنك غير شأني فقام يحيى فنفض مدرعته فأخذته أمه فقالت أتأذن لي يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود يواريان أضراسك وينشفان دموعك فقال لها شأنك فاتخذت له قطعتي لبود يوريان أضراسه وتنشفان دموعه حتى ابتلتا من دموع عينيه فحسر عن ذراعيه ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع بين أصابعه فنظر زكريا إلى ابنه وإلى دموع عينيه فرفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إن هذا ابني وهذه دموع عينيه وأنت أرحم الراحمين وكان زكريا ( ع ) إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا فإن رأى يحيى لم يذكر جنة ولا نارا فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل وأقبل يحيى قد لف رأسه بعباءة فجلس في غمار الناس والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم ير يحيى فأنشأ يقول حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى أن في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واديا يقال له الغضبان يغضب لغضب الرحمن تبارك وتعالى في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار وثياب من نار وسلاسل من نار وأغلال من نار فرفع يحيى ( ع ) رأسه فقال وا غفلتاه من السكران ثم أقبل هائما على وجهه فقام زكريا من مجلسه ودخل على أم يحيى فقال لها يا أم يحيى قومي فاطلبي يحيى فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا وقد ذاق الموت فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت

395

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست