نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 288
ثلثا ويجلس عند رأس أمه ثلثا فإذا أصبح انطلق واحتطب على ظهره ويأتي السوق فيبيعه بما شاء ثم يتصدق بثلثه ويأكل بثلثه ويعطي والدته ثلثا . فقالت له أمه يوما إن أباك ورثك عجلة وذهب بها إلى غيضة كذا واستودعها فانطلق إليها وادع إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق أن يردها عليك وإن من علامتها أنك إذا نظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها وكانت تسمى المذهبة لحسنها وصفرتها وصفاء لونها . فأتى الفتى الغيضة فرآها ترعى فصاح بها وقال أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه فقبض على عنقها وقادها فتكلمت البقرة بإذن الله تعالى وقالت أيها الفتى البار بوالدته اركبني فإن ذلك أهون عليك فقال الفتى إن أمي لم تأمرني بذلك ولكن قالت خذ بعنقها قالت البقرة بإله بني إسرائيل لو ركبتني ما كنت تقدر علي أبدا فانطلق فإنك لو ركبتني أمرت الجبل أن يقتلع من أصله وينطلق معك لفعل لبرك بوالدتك . فسار الفتى بها فاستقبله عدو الله إبليس في صورة راع فقال أيها الفتى إني رجل من رعاة البقر اشتقت إلى أهلي فأخذت ثورا من ثيراني فحملت عليه زادي ومتاعي حتى إذا بلغت شطر الطريق ذهبت لأقضي حاجتي فعدا وسط الجبل وما قدرت عليه وإني أخشى على نفسي الهلكة فإن رأيت أن تحملني على بقرتك وتنجيني من الموت وأعطيك أجرها بقرتين مثل بقرتك فلم يفعل الفتى وقال اذهب فتوكل على الله ولو علم منك الله اليقين لبلغك بلا زاد ولا راحلة فقال إبليس إن شئت فبعنيها بحكمك وإن شئت فاحملني عليها وأعطيك عشرا مثلها فقال الفتى إن أمي لم تأمرني بذلك . فبينما الفتى كذلك إذ طار طائر من بين يدي البقرة ونفرت البقلاة هاربة في الفلاة وغاب الراعي فدعا الفتى باسم إله إبراهيم فرجعت البقرة إليه فقالت أيها الفتى البار بوالدته لا تمر إلى الطائر الذي طار فإنه إبليس عدو الله اختلسني أما إنه لو ركبني لما قدرت عليه أبدا فلما دعوت إله إبراهيم جاء ملك فانتزعني من يد إبليس وردني إليك لبرك بأمك وطاعتك لها . فجاء الفتى إلى أمه فقالت له إنك فقير لا مال لك ويشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل فانطلق فبع هذه البقرة وخذ ثمنها قال لأمه بكم أبيعها
288
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 288