responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 177


على بابه أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه قد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله فلما يئس أن يطعموه وغشيه الليل استرجع وشكا جوعه إلى الله عز وجل وبات طاويا وأصبح جائعا صابرا حامدا لله تعالى وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا وعندهم فضلة من طعامهم فأوحى الله عز وجل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استوجبت بها أدبي عليك وعلى ولدك يا يعقوب إن أحب أنبيائي إلي من رحم مساكين عبادي وأطعمهم وكان لهم مأوى يا يعقوب ما رحمت عبدي ذميال العابد لما مر ببابك عند إفطاره وهتف بكم أطعموا السائل الغريب فلم تطعموه فشكا ما به إلي وبات طاويا حامدا لي وأصبح صائما وأنت يا يعقوب وولدك شباع وأصبحت عندكم فضلة من طعامكم أوعلمت يا يعقوب أن العقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي وذلك حسن النظر مني لأوليائي واستدراج مني لأعدائي أما وعزتي لأنزل بك بلواي ولأجعلنك وولدك عرضا لمصائبي فاستعد لبلواي فقلت لعلي بن الحسين جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا فقال في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآل يعقوب شباعا وبات فيها ذميال طاويا جائعا فلما رأى يوسف الرؤيا وأصبح يقصها على أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف ما أوحى الله عز وجل إليه أن استعد للبلاء فقال يعقوب ليوسف * ( لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ ) * هذه * ( عَلى إِخْوَتِكَ ) * فإني أخاف أن يكيدوا * ( لَكَ كَيْداً ) * فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على إخوته وكانت أول بلوى نزلت بيعقوب وآل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا فاشتدت رقة يعقوب على يوسف وخاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين إخوته فلما رأى إخوة يوسف ما يصنع بيوسف وتكرمته إياه وإيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم فتآمروا بينهم فقالوا إن يوسف وأخاه * ( أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوه أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْه أَبِيكُمْ ) * فجاؤا أباهم وقالوا * ( ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ ) * فقال يعقوب * ( أَخافُ أَنْ يَأْكُلَه الذِّئْبُ ) * فانتزعه حذرا عليه من أن تكون البلوى من الله فيه فغلبت قدرة الله وقضاؤه في يعقوب ويوسف وإخوته فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء فدفعه إلى إخوته ولما خرجوا لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم وضمه إليه واعتنقه وبكى ودفعه إليهم فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم فلما أمنوا به

177

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست