نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 73
وسئل علي رضي الله عنه عن بني أمية وبني هاشم فقال : هم أكثر وأنكر وأمكر ، ونحن أفصح وأصبح وأسمح [1] . وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حشرج بن نباته قال حدثني سعد بن جمهان قلت لسفينة إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم . فقال : كذب بنو الزرقاة بل هم ملوك من أشد أشد الملوك وأول الملوك معاوية [2] . وما زلت طول الأعوام الكثيرة أعمل فكري في هذا وأشباهه التي يطول ذكرها ، وأذاكر به من أدركت من مشيخة العلم ومن لقيت من حملة الآثار ونقلة الأخبار ، فلا أجد في طول عمري سوى رجلين : إما رجل عراه ما عراني وساءه ما قد دهاني فهو يحذو في المقال حذوي ويشكو من الألم شكواي . وإما رجل يرتع في ميدان تقليده ويجول في عرصات تهوره وتفنيده ، فلا يزيدني على التهويل والهدر الطويل ، إلى أن اتضح لي والحمد لله وحده سبب أخذ بني أمية الخلافة ومنعها بني هاشم ، وذلك أن إعجاز الأمور لا تزال أبدا تالية لصدورها ، والأسافل من كل شئ تابعة لأعاليها ، وكل أمر كان خافيا إذا انكشف سببه زال التعجب منه ، وما بعد على من بعد سبب أخذ بني أمية الخلافة وتقدمهم فيها على بني هاشم إلا من أجل الإعراض عن الاعتناء بتعرف أوائل