نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 36
الخلافة ، لم يكن فيهم ما يمنعهم منها أشد المنع كان أهون وكان الأمر عليهم أيسر ، فقد عرفنا كيف كان أبو سفيان في عداوته النبي صلى الله عليه وسلم وفي محاربته وفي اجلابه عليه وفي غزوه إياه ، وعرفنا إسلامه كيف أسلم [1] ، وخلاصه كيف خلص ، على أنه إنما أسلم على يد العباس رضي الله عنه ، والعباس هو الذي منع الناس من قتله وجاء به رديفا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأل أن يشرفه وأن يكرمه وينوه به ، وتلك يد بيضاء ونعمة غراء ، ومقام مشهور ، وخبر غير منكور [2] . فكان جزاء ذلك من بنيه أن حاربوا عليا [3] ، وسموا الحسن [4] ، وقتلوا الحسين [5] ، وحملوا النساء على الأقتاب حواسر [6] ، وأرادوا الكشف عن عورة علي بن الحسين حين أشكل عليهم بلوغه ، كما يصنع بذراري المشركين إذا دخلت ديارهم عنوة . وبعث معاوية بن أبي سفيان إلى اليمن بسر بن أرطاة ، فقتل ابني عبيد الله بن
[1] - كما يأتي التصريح به من المصنف وراجع : ربيع الأبرار : 1 / 559 ، وسنن البيهقي : 8 / 178 ، والمطالب العالية : 4 / 246 ح 4362 . [2] - راجع تاريخ الطبري : 2 / 331 فتح مكة . [3] - في صفين كما هو مشهور . [4] - فقد روي أن معاوية هو الذي سم الحسن راجع تذكرة الخواص : 192 ، وأنساب الأشراف : 3 / 48 - 55 ، وربيع الأبرار : 4 / 208 ، ولوامع أنوار الكوكب : 2 / 59 . [5] - كما هو معروف في معركة كربلاء . [6] - راجع ترجمة الحسين لابن سعد : 78 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 64 ، وأهل البيت : 107 ، والتذكرة الحمدونية : 6 / 262 و 264 ح 631 .
36
نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 36