responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 21


تاريخ النزاع الحمد لله المعطي ما شاء من شاء لا مانع لعطائه ، ولا راد لمراده وقضائه ، أحمده بما هو أهله من المحامد ، وأشكره على فضله المتزايد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معاند ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه وخليله . اللهم صل عليه وعلى آله وصحابته ومحبيه ، وأهل طاعته ، وسلم ، وشرف ، وكرم .
أما بعد : فإني كثيرا ما كنت أتعجب من تطاول بني أمية إلى الخلافة مع بعدهم من جذم [1] رسول الله وقرب بني هاشم وأقول : كيف حدثتهم أنفسهم بذلك وأين بنو أمية وبنو مروان بن الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه [2] من هذا الحديث مع تحكم العداوة بين بني أمية وبني هاشم في أيام جاهليتهما [3] .



[1] - جذم كل شئ : أصله والجمع : أجذام وجذوم ، عن لسان العرب .
[2] - تطهير الجنان لابن حجر : 74 - 84 ، وكنز العمال : 11 / 363 ح 31753 ، والفتوح لابن أعثم : 1 / 223 ، والمطالب العالية : 4 / 329 إلى 333 ح 4521 .
[3] - نموذج من ذلك : فضائح بني أمية أخرج ابن أعثم عن هشام بن عبد الملك قصته مع شيخ الكوفة والتي قام الشيخ بذكر تاريخ بني أمية قال الشيخ لهشام : مرحبا بك يا أخا بني أمية ، سليت ورب الكعبة غمي ، وفرجت عني كربي ، كنتم والله يا بني أمية في الجاهلية تربون في التجارة وفي الإسلام عاصين لأهل الطهارة ، سيدكم خمار ، وأميركم جبار ، إن قللتم عن الأربعين لم تدركوا بثار ، وإن بلغتموها كنتم بشهادة الرسول من أهل النار ، رجالكم يتقلبون في النسبة ، ونساؤكم على نساء الأنام سبة ، وفيكم الباكي على معلليه ، ومنكم مؤوي الطرداء ، ونافي الأخيار السعداء الذي اختار القرابة على الصحابة ، وصرف المال على أهل النجابة ، وفيكم صاحب الراية يوم القليب ، وأبو اللعينة ذات العيوب ، ومنكم صخر بن حرب فكان في الجاهلية خمارا ، وعلى رسول الله مجهزا كفارا ، وفي إسلامه رديا منافقا وإلى كل السوءات سابقا ، وابنه معاوية لعنه رسول الله لعنات سبعة ، منعه الله عز وجل أن ينال بدعوته عليه شبعة ، منع أباه من الإسلام وحثه على عبادة الأصنام ، ثم قال في الشعر الذي بعث به إلى أبيه يقول : يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحا * بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا خالي وجدي وعم الأم ثالثهم * والمرء حنظلة المهدي لنا الأرقا لا تركنن إلى أمر تقلدنا * والراقصات به في مكة الخرقا فالموت أهون من قول النساء لنا * خلا ابن حرب عن العتبى كذا فرقا ثم إنه بعد ذلك عادى النبي وقاتل الوصي وألحق زيادا الدعي وعهد إلى ابنه الفاسق الردي ، وبدل مكان كل سنة بدعة ، وجعل لابنه يزيد في إراقة الدماء فسحة وسعة ، ونبش قبر حمزة سيد الشهداء ، وأجرى فيه الماء عداوة وبغضا ، ألحق زياد بن عبيد اللعين بأبي سفيان الخمار ، وأزواجه من نسائه ذوات القلائد والخمار ، وقد قال النبي : الولد للفراش وللعاهر الحجر . . . وسلطه على شيعة علي بن أبي طالب ولم يخفق من سوء العواقب . ومنكم عقبة ابن أبي معيط نفاه رسول الله من قريش وسائر العرب وضرب عنقه بين دية علي ذو الحسب ، وألبسكم بقتله من بني قريش العار ، فقبلتم نسبه فيكم وأزوجتموه وهو علج من أهل صفورية ، فادعيتموه وابنه الوليد المحدود في الخمر ، صلى بالناس أربعا في الفجر ، والظهر في مساجد الله وهو سكران ، وقرب أهل الخيانة والغدر فسماه الله في كتابه فاسقا وجعله في الدرك الأسفل منافقا . ومنكم يا بني أمية الحكم بن أبي العاص الملقب الحياص نفاه رسول الله بعد لعنه إياه وأردفه بابنه وباللعنة ثناه ، وفيكم عبد الملك غصب الأبرار واستعان بالفجار ، وتهاون بالأخيار ، فالحجاج أفضل حسناته والغدر والبحور أقل سيئاته ، ثم بقوة الجبابرة في الإسلام أبناء اللعنة والجور في الأحكام ، منهم سليمان والوليد وهشام وقبله يزيد ، لا نذكر أحدا منهم برأي سديد وما لهم في اللعنة من مزيد خونة غدرة ، رموا بيت الله الحرام بالحجارة والعذرة وقتلوا قبل ذلك عشرة العشرة البررة . وفي نسائكم آكلة الأكباد ومظهرة الفساد والعناد وصويحباتها الناقرات يوم أحد بالدفوف المغنيات وقد دنت الزحوف ، فأنتم يا بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن لا ينكر ذلك إنس ولا جان ولا أحد من أهل الإيمان ، فأولكم ردئ وأوسطكم ذرئ وشريفكم دنئ وآخركم مسئ . ألا فخذها يا أخا أمية * يكن في قلبك منها كية لا تفخرن بعدها عليه * ما تركت فخرا لكم سمية ( الفتوم : 1 / 223 - 225 خبر هشام ) .

21

نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست