نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 148
استخلف وصله بألف دينار ، ثم إنه اتصل بمحمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن حتى قتلا ، فاختفى حتى آمنه عبد الصمد بن علي والي المدينة ، فلما قدمها أبو جعفر جد في طلبه حتى ظفر به ، فجعله في جوالق وضرب حتى كسر ، ثم رمي في بئر وبه رمق حتى مات . فهذا وأمثاله من سيرته خلاف سنن الهدى . وكان الفضل بن الربيع يمنع عائد الخليفة أن يسأل عن شئ يقتضي جوابا ويقول اجعلوا عيادتكم دعاء فإذا أردت أن تقول : كيف أصبح الأمير ، فقل : صبح الله الأمير بالكرامة ، وإن أردت السؤال عن حاله ، فقل : أنزل الله على الأمير الشفاء والرحمة ، فإن المسألة توجب الجواب ، وإن لم يجبك اشتد عليك ، وإن أجابك اشتد عليه ، وكانت الخلفاء إذا عطست شمتت ، فعطس هارون الرشيد فشمته رجل . فقال له الفضل : لا تعد أتكلف أمير المؤمنين ردا وجوابا ، فجروا على ذلك فيما بعد . وهذا المأمون [1] عبد الله بن هارون الرشيد قد أثر في الإسلام أقبح أثر وهو أنه عرب كتب الفلسفة حتى كاد بها أهل الزيغ والإلحاد الإسلام وأهله ، وحمل مع ذلك الناس كافة على القول بخلق القرآن [2] وامتحنهم فيه أشد محنة ، وأكثر من شراء الأتراك وتغالى في أثمانهم حتى كان يشتري المملوك منهم بمائتي ألف درهم .
[1] - راجع الكامل في التاريخ : 4 / 118 وما بعدها حوادث 196 ه ، وتاريخ الطبري : 7 / 116 حوادث 198 ه . [2] - راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي : 308 .
148
نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي جلد : 1 صفحه : 148