وفي سنة 1316 ه هاجر إلى النجف الأشرف فاخذ يحضر حلقات دروس العلماء الاّ انه لازم الشيخ الحجة الميرزا حسين النوري . وبقي الشيخ عباس القمي مع الشيخ النوري يقضي معظم أوقاته في خدمته واستنساخ مؤلفاته ومقابلة مسوداته ، وقد استنسخ من كتبه ( خاتمة مستدرك الوسائل ) عندما ارسله إلى إيران ليطبع ، وكذا غيره من آثاره ، وحصل على الإجازة منه . وكان دائم الاشتغال شديد الولع في الكتابة والتدوين والبحث والتنقيب لا يصرفه عن ذلك شيء ولا يحول بينه وبين رغبته فيه واتجاهه إليه حائل . توفي رحمه الله في النجف بعد منتصف ليلة الثلاثاء 23 ذي الحجة سنة 1359 ه ودفن في الصحن الشريف في الإيوان الذي دفن فيه شيخنا النوري وبالقرب منه . ترك المترجم له مجموعة متنوعة قيّمة من الآثار في مختلف المواضيع والعلوم ، وهي تدل على مكانته السامية ، وسعة اطلاعه وجلده على البحث والتنقيب وهي عربية وفارسية ، وكان قد استفاد من مكتبة شيخه النوري عليه الرحمة كثيراً لإنها كانت تضم عدداً كبيراً من الذخائر والنفائس والاسفار النافعة . ومن مؤلفاته : الكنى والألقاب ، وهداية الزائرين وقد امره أستاذه النوري قدس سره ان يتم كتابه فأتمّهُ ( 1 ) . ومفاتيح الجنان المشهور ، ونفس المهموم في مقتل الحسين المظلوم عليه السلام ، ووقائع الأيام ، وترجمة جمال الأسبوع ، ومقاليد الفلاح في اعمال اليوم والليلة ، وتحفة الأحباب وغيرها ( 2 ) .
1 - راجع نقباء البشر : ج 2 ، ص 552 . 2 - هذه الترجمة ملخص ما أورده العلامة الطهراني في كتاب نقباء البشر : ج 2 ، ص 998 . 1001 -