بن عازب ، قالا : قالت أم سليم وبين الحديثين خلاف في الالفاظ وليس في عدد الاثني عشر خلاف الّا اني سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب ، قالت أم سليم : كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل ، فعرفت أوصياء الأنبياء وأحببت ان أعرف وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخلفت الركاب مع الحي فقلت له : يا رسول الله ما من نبي الّا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده ; وكان خليفة موسى عليه السلام في حياته هارون فقبض قبل موسى ، ثمّ كان وصيّه بعد موته يوشع بن نون ، وكان وصي عيسى في حياته كالب بن يوقنا فتوفي كالب في حياة عيسى ووصيّه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمّة مريم . وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك الاّ وصياً واحداً في حياتك وبعد وفاتك ; فبيّن لي - بنفسي أنت يا رسول الله ! - من وصيّك ؟ فقال رسول الله : انّ لي وصياً واحداً في حياتي وبعد وفاتي ; قلت له : من هو ؟ فقال ايتني بحصاة ، فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفّيه ثم فركها بيده كسحيق الدقيق ، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثم أعطانيها وقال : يا أمّ سليم من استطاع مثل هذا فهو وصيّي ، قالت : ثم قال لي : يا اُمّ سليم وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن . فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائماً لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض ; ولا يرفع نفسه بطرف قدميه ، قالت : فخرجت فرأيت سلمان يكنف علياً ويلوذ بعَقْوَتِهِ ( 1 ) دون من سواه من أسرة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وصحابته على حداثة من سنه ، فقلت في نفسي : هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي صاحب الأوصياء وعنده من العلم ما لم يبلغني ، فيوشك أن يكون صاحبي ، فأتيت علياً فقلت : أنت وصي محمد ؟ قال : نعم ، وما تريدين ؟ قلت له :
1 - العقوة : الساحة وأسرة الرجل : أهله المعروفون بالعائلة .