حدّثني " ( 1 ) . يقول المؤلف : انظر إلى مقدار ما كانوا يهتمون بنقل الأخبار خصوصاً إذا نقلوها عن أهل السنة ، فمع انّه رأى الخبر في كتاب وكيع بن الجراح فإنه لم ينقله عنه لأنه لم يأذن له بذلك ; وان نقل الخبر في ذلك العصر بهذه الصورة كان سبباً لضعفه وعدم اعتباره ويسمونه ( وجادة ) . وكذلك فهو يتأسف حيث ذهب من يده سند ( وكيع ) لأنّه كان أعلى ، يعني ان واسطته أقل ، وبذلك تكون قوة الخبر أكثر . و ( وكيع ) المذكور ، والموجود هذا الخبر في كتابه من العلماء المعروفين ; وهو ( وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي ) وينتهي نسبه إلى عامر بن صعصعة الرواسي . نقل في ( عبقات الأنوار ) عن كتاب ( الثقات ) لمحمد بن حيان البستي : انّه كان حافظاً متقناً . ويقول الفياض ابن زهير : ما رأينا في يد وكيع كتاباً ، يقرأ كتابه من حفظه . وتوفي سنة 197 . وعن النووي في ( تهذيب الأسماء ) بعد ان ذكر مشايخه مثل الأعمش والسفيانين والأوزاعي وأمثالهم ، ورواته مثل ابن حنبل وابن راهويه ، والحميدي ، وابن المبارك ، وابن معين ، وابن المدائني ونظائرهم من أعيان المحدثين ، قال : واجمعوا على جلالته ووفور علمه وحفظه واتقانه وورعه وصلاحه وعبادته وتوفيقه واعتماده . وقال أحمد بن حنبل : ما رأيت اَعْرَفَ بالعلوم واَحْفَظَ من وكيع . وقال ابن عمار : لم يكن في الكوفة في زمان وكيع أفقه وأعلم بالحديث منه .