وكانوا من الفقر والحاجة في ضر عظيم ، فاشتهوا يوماً ان يصنعوا طبيخاً فاشتروا ارزاً وطبخوه حتى إذا نضج ببعض اسقاط البيت عجزوا عن شراء الدهن للادام ، فذهب أحدهم واقترض من شحم ودك السراج فاكل بعضهم وامتنع الآخر ، وصاحبتهم الحاجة سنين صابرين قانعين بها ، ثم تفرقوا ، وآخر أمْرِهِم وصَبْرِهم على طلب العلم ، صار كل فرد منهم مرجعاً لقطره ، وبلغوا من الغنى الغاية . اما الكني وشيخ العراقين الطهراني فقد هاجرا من النجف إلى طهران . والخليلي بقي في النجف " ( 1 ) . وشاءت الإرادة الإلهية ان يكون الثلاثة أساتذة للشيخ النوري قدس سره ، وقد أثروا عليه في تركيبة شخصيته العلمية والحياتية بشكل واضح . 5 - فتح علي السلطان آبادي المتوفي سنة 1317 : قال الشيخ عباس القمي قدس سره ما ترجمته : " الشيخ العالم الجليل ، والمفسر عديم المثيل ، العالم الرباني ، وأبو ذر الثاني ، مجمع التقوى والورع واليقين ، ومخزن الاخبار وتفسير آيات القرآن ، صاحب الكرامات الباهرة ، حشره الله مع العترة الطاهرة ، شيخ شيخنا المحدث نور الله مرقده ، وجلالة شأنه ، ورفعة مقامه أكثر من ذلك الذي ذكر " ( 2 ) . وقال الشيخ النوري قدس سره في دار السلام : " حدثني العالم العامل ومن إليه ينبغي شد الرواحل ، مستخرج الفوائد الطريفة والكنوز المخفية من خبايا الكتاب المجيد ، ومستنبط الفرائد اللطيفة والقواعد المكنونة الإلهية من البئر المعطلة والقصر المشيد ، رأس العارفين وقائد السالكين إلى اسرار