وان مضمون الفقرة الأخيرة ان بركاته وفيوضاته تصل في زمانه إلى حدّ ان الانسان يمسي جاهلا ، وجباناً وبخيلا ، فيصبح ببركة فيوضه عليه السلام عالماً وشجاعاً وكريماً . وظاهر هذه العبارة غير خفي على ادنى طلبة . قال المولوي عبد العلى الهندي - الملقب عند العلماء هناك ببحر العلوم - في رسالة ( فتح الرحمن ) ، بعد كلام في ذكر المهدي عليه السلام : " وقال الشيخ قدس سرّه : " يمسي جاهلا بخيلا فيصبح اعلم الناس اكرم الناس ، يعني حينما يتصف بهذه الصفات كان ليلتها جباناً وكان بخيلا وبعد مرور ليلة واحدة صار في وقت الصبح اعلم الناس وصار اشجع الناس وصار اكرم الناس ، يعني يكون معدوم النظير في العلم والشجاعة والجود . ومقصود هذا الكلام هو : ان الله تعالى يكرم هذا الخليفة في ليلة واحدة بكل هذه المراتب والمنازل ، واكثر من ذلك فانّه يتصف بالاضداد ، كما يقول الشيعة ان الإمام المهدي عليه السلام معصوم من ايّام طفولته مثل عصمة الانبياء عليهم السلام ، انتهى . الانصاف هو ان مثل هذا الفهم على طرفي نقيض بين ان يكون له هذا اللقب الجليل وهذا الاعتقاد وبين مذهب الإمامية . فانّه يوصف في حال رجولته بثلاث صفات حسنة وبثلاث صفات رذيلة خبيثة التي هي اقبح من كل أو اكثر الصفات القبيحة ، وتتشعب منها مثل الحرص والطمع والحقد والحسد وحبّ الدنيا وجميع الشهوات واللذائذ وامثال ذلك ، وهي نادراً ما تجتمع في شخص واحد ، بينما هي اجتمعت في هذا الخليفة الالهي سنيناً ، وما وجد مثل هذا الشخص الجاهل المبتلى بأنواع المعاصي . الجواب : وبالله التوفيق ; ان حفظ النفس والمال وعرض النفس المحترمة متوقف على :