الباب الرّابع في ذكر اختلاف المسلمين للوجود المبارك للامام المهدي صلوات الله عليه من عدة جهات ، وبيان الفرق ، ونقل بعض كلماتهم على نحو الايجاز والاختصار . لا يخفى انّه لا خلاف بين فرق المسلمين المعروفة بأنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أخبر بمجيء شخص في آخر الزمان يقال له ( المهدي ) وهو سميّه وينشر دينه صلى الله عليه وآله وسلّم ويملأ الأرض عدلا وقسطاً ; ولم يخالف احد في ذلك الاّ قول ضعيف نقل من السنة " أن لا مهدي الاّ عيسى ينزل من السماء " . ونقل خبر في هذا الباب ، وان نفس اولئك الجماعة يحكمون بضعفه وشذوذه ، فضلا عن الإمامية ; ونظيره في الضعف والسخافة ما نقله الميبدي في شرح الديوان عن بعض : أن روح عيسى عليه السلام تظهر في المهدي عليه السلام ، وان نزول عيسى عبارة عن هذا الظهور فيطابق حديث " لا مهدي الاّ عيسى بن مريم " انتهى . وبالجملة أنه قد اُلِّفَتْ كتب كثيرة عند تلك الجماعة في اثبات وجوده وحالاته عليه السلام ، مثل : ( مناقب المهدي ) للحافظ ابي نعيم الاصفهاني . و ( صفة المهدي ) له ايضاً ; والظاهر أنه نفسه الذي يقال له ( نعوت المهدي ) ; أو أنه كتاب آخر له .