ولا يخفى على أي خبير بأحوال السلف انّه لم يمض مثل هذا اليوم على المسلمين تحققت فيه هذه الشروط الثلاثة فضلا عن مرور شهر أو سنة ولهذا فلقد جاء في جملة من أخبار الإمامية أن سبب نزول هذه الآية في شأن القائم عليه السلام . وقال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : " والمروي عن أهل البيت عليهم السلام انها في المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قرأ الآية وقال : " هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهدي هذهِ الأمة " ( 1 ) . وروي في كمال الدين للصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال بعد أن ذكر نوحاً عليه السلام وانتظار المؤمنين الفرج حتى اعطاهم الله تعالى الاستخلاف والتمكين : " وكذلك القائم عليه السلام فانه تمتد ايام غيبته ليصرح الحق عن محضه ، ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن ( 2 ) المنتشر في عهد القائم عليه السلام " . قال الراوي : ( 3 ) ( فقلت : يا ابن رسول الله فان هذه النواصب تزعم ) ( 4 ) انّ هذه الآية نزلت في ( أبي بكر وعمر وعثمان ( 5 ) ( وعلي عليه السلام ؟ فقال : لا يهدي الله قلوب الناصبة ( 6 ) ، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكناً بانتشار الأمن ( 7 ) في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها وارتفاع الشك من
1 - مجمع البيان ( الطبرسي ) : ج 4 ، ص 152 . 2 - في الترجمة بدل ( الأمن ) ( الأمر ) وقد اثبتناه كما في المصدر المطبوع . 3 - هكذا في الترجمة ، وفي المصدر ( قال المفضل ) . 4 - في الترجمة بدل هذه العبارة ( هناك من يزعم ) ويبدو أن المؤلف ( رحمه الله ) عدل عن النص إلى ترجمته بما ذكر مراعاةً للتقية . 5 - في الترجمة عدل عن اسمائهم أن قال ( فلان وفلان وفلان ) للسبب المتقدم في الحاشية السابقة . 6 - في الترجمة ( قلوب اولئك ) للسبب المتقدم في الحاشية السابقة ايضاً . 7 - في الترجمة بدل ( الأمن ) ( الأمر ) واثبتناه كما في المصدر المطبوع .